الفلسفة
والمنطق
قد
يختلط الأمر كثيرا على أغلب الناس في أن الفلسفة والمنطق شيء واحد دون ولا يوجد أي
اختلاف بينهما، وفي هذا المقال سوف نعرض نبذة مختصرة عن كل من الفلسفة والمنطق ونوضح
الفروق التي قد توجد بينهما، بالإضافة إلى أهداف كل منهما.
الفلسفة
قلنا في
مقال سابق أن الفلسفة كلمة يونانية الأصل تتكون من شقين يحملان معنى "حب
الحكمة"، ومن هنا اتجه الكثير من الفلاسفة إلى تعريف الفلسفة على أنها التحليل
في أصل الشيء باستخدام كل من العقل والمنطق، كما أنه العلم الذي يهتم بدراسة علوم
الطبيعة بالإضافة إلى جانب ما وراء الطبيعة. وتعد الفلسفة بداية الطريق لمحاولة أي
انسان للبحث في أصل الشيء والتعمق أكثر إلى ما دونه من العلوم والمعارف المختلفة.
اهتمت الفلسفة منذ قديم الأزل بدراسة كل من سلوك وبيئة الانسان من خلال عملية
التفكير والتي يتم الحكم على صحتها أو بطلانها عن طريق مجموعة من القواعد
والقوانين المنطقية التي يستخدمها الفيلسوف. وفي ظل التطور التكنولوجي الحالي؛
أصبح لزاما على الفيلسوف التقيد بمجموعة من المناهج التي يستطيع من خلالها اجراء
عمليات البحث الدقيقة والتي تتضمن النظرية العلمية والتطبيق العملي.
المنطق
المنطق
أو ما تم تسميته بالمنطق الفلسفي من قبل الفيلسوف برتراند رسل هو تلك القوانين
المستخدمة لتعزيز عملية التفكير عند الانسان وتقويم عقله بالإضافة إلى الحكم على
الحجج والبراهين من أجل محاولة تجنب الوقوع في الخطأ والدفع بالإنسان نحو الصواب. وقد
أتى تعريف المنطق لدى الفارابي على أنه رئيس العلوم بالإضافة إلى نعته بخادم
العلوم من قبل ابن سينا، وإن كانت جميع التعريفات ترمي في النهاية إلى التفكير
السليم. كما يهتم المنطق بوضع قوانين التفكير الصحيح والمبادئ الأساسية له من خلال
ثلاثة قوانين هم:
1.
قانون
الهوية: وهو ينادي
بذاتية الشيء، مما يعني أن كل شيء يحتفظ بذاته الخاصة دائما مهما حدث له من تغيير.
2.
قانون
عدم التناقض: أي أن الشيء ونقيضه لا
يمكن أن يجتمعان أبدا في نفس الوقت، ونفس الظروف.
3.
قانون
الثالث المرفوع: ويعني أنه دائما ما
يكون هناك احتمال صحيح من أحد هذين المتناقضين.
ويمكن تقسيم
المنطق إلى نوعين رئيسيين هما: المنطق الصوري، والمنطق العام. يهتم المنطق الصوري بدراسة
الاستدلالات الصورية للمادة مهما كان محتواها؛ حيث يهدف إلى تحديد خصائص تلك الاستدلالات،
بالإضافة إلى بيان مدى صحة تلك الاستدلالات وتحديد مدى تسلسلها، بينما يتعلق النوع
الثاني وهو المنطق العام بدراسة العمليات التي تؤدي إلى الفكر المنظم الذي لا يحوي
في ثناياه أي أخطاء مهما كانت صغيرة، ويكون هدف هذا النوع من المنطق التوصل إلى
الحقيقة المطلقة دائما عن طريق مجموعة من الطرق التي تجنب الأشخاص الوقوع في
الخطأ.
الفرق
بين أهداف الفلسفة والمنطق
ومن هنا
تأتي الفروق لتكون واضحة وضوح الشمس بين كل من الفلسفة والمنطق، وذلك عن طريق
الأهداف التي يرمي إليها كل من هذين العلمين، وتعد هذه الأهداف وإن اختلفت مكملة
لبعضها وتسير في نفس الطريق من أجل تكوين المنطق الفلسفي، وتكون هذه الأهداف كالتالي:
- تهدف الفلسفة دائما إلى السعي وراء جميع العلوم باختلاف
أنواعها وطبيعتها، وذلك من أجل دراسة كل تلك العلوم وما يتعلق بها من شتى النواحي.
- هدف علم المنطق يكون في الغالب عقلي أكثر من كونه علمي؛ وذلك
لاهتمامه بتمكن العقل من اختيار الصواب وتمييزه دائما عن طريق مجموعة من القوانين
التي تتفق مع ذلك والتي تم وضعها مسبقا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق