العدل
والمساواة
إن العدل
والمساواة من أفضل السمات التي من الممكن أي يتحلى بها أي فرد مهما كان جنسه أو
عرقه أو دينه، وهما لازمين من أجل تحقيق الحياة الهانئة والعيش الكريم في أي مكان
على وجه الأرض. لقد اختلط على الناس أن العدل والمساواة هما وجهين لعملة واحدة أو
بشكل آخر معنيين مختلفين لكلمة واحدة، ولكن هناك فرق بين هاتين الكلمتين في لغتنا
الجميلة، ولكنهما بالتأكيد كلمتين مكملتين لبعضهما ولا وجود لواحدة بدون الأخرى.
في هذا المقال سوف نتعرف سوياً على معنى العدل والمساواة، بالإضافة إلى توضيح
الفرق بينهما كما ورد في اللغة.
مفهوم
العدل
من الممكن أن نلتمس تعريف كلمة العدل من الحياة
اليومية التي نعيشها، فمن الممكن القول بأنه وسيلة لحصول كل ذي حق على حقه، وهو
أيضا وسيلة لإنصاف المظلوم ورد المظالم، ولا يسعنا أن نجهل حقيقة أن العدل أساس
الملك، وهو أحد الأسماء والصفات التي أطلقها ربنا سبحانه وتعالى على نفسه. فالعدل
هو المنهج التي تقوم عليها الحياة الهانئة، المليئة براحة البال والرضا التام على
النفس، فهو أسمى المعاني وأعظم الصفات التي من الممكن أن ينال أي انسان الشرف في
التحلي بها.
مفهوم
المساواة
إن
المساواة صفة مكملة للعدل؛ فأينما وُجد العدل حلت المساواة، فقد يأتي تعريف
المساواة على أنها الطريقة التي يستطيع بها كل فرد التحلي بحقوقه التي تساوي بينه
وبين غيره في أي زمان ومكان. فأينما تحل المساواة يسعد الناس بعدم التمييز بينهم
مهما كان اللون أو الجنس أو الدين، فالقاعدة التي تدور عليها الحياة هي كون الناس
جميعهم سواسية؛ بالمختصر المفيد "لا فرق بين عربي ولا أعجمي".
وبعد أن تعرفنا على مفهوم العدل والمساواة؛ سوف نوضح
فيما يلي الفرق بين العدل والمساواة كما ورد في لغتنا العربية.
الفرق
بين العدل والمساواة
§
من الممكن القول بأن المساواة نتيجة للعدل أو الهدف الذي
يرمي إليه العدل ويسعى إلى تحقيقه، فلا يمكن الوصول إلى المساواة إلا في حالة
تكافؤ كفتي الميزان اللتين يمثلهما العدل.
§
قد يشير العدل إلى إعطاء كل صاحب حق حقه دون اشتراط
تساوي تلك الحقوق، أما المساواة فتشير إلى التساوي والتكافؤ بين الأفراد في أي أمر
من الأمور.
§
العدل دائما يدعو إلى المساواة أما المساواة لا يشترط أن
تدعو إلى العدل، فهي في بعض الأحيان قد ترمي في النهاية إلى الظلم، على سبيل
المثال: عندما يتقاضى اثنين من الموظفين نفس الراتب مع أن أحدهم يذهب إلى العمل
يوميا بينما الآخر لا يفعل، فإن هذه تسمى بالمساواة وذلك عن طريق إعطاء نفس الراتب
لكلا الموظفين دون النظر إلى الجهد المبذول، ولكنها تؤدي إلى الظلم وليس العدل في
مثل هذه الحالات.
ومن هنا يتضح أنه ليس شرطا أن تعني المساواة
العدل أو العكس، فمن الممكن أن تؤدي المساواة إلى الظلم، مثل المساواة بين الرجل
والمرأة التي ينادي بها الناس في هذا المجتمع في قد تؤدي أحيانا إلى الظلم؛ وذلك
لوجود أعمال لا تستطيع المرأة القيام بها على عكس الرجل مثل الأعمال الشاقة بمختلف
أنواعها، وفي المقابل فإن هناك أعمال لا يمكن للرجل القيام بها على عكس المرأة مثل
الحمل والولادة والاهتمام بتربية الأولاد. ويقاس على ذلك كافة المواقف التي نتعرض
لها في حياتنا اليومية، ولا يجب أن ننسى المقولة الشهيرة التي تتردد على مسامعنا
دائما وهي "المساواة في الظلم عدل"، وهكذا يكون الفرق بين العدل
والمساواة واضحاً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق