أسباب تدهور اللغة العربية
أسباب تدهور اللغة العربية |
لعلَّ السبب في كتابة
هذا المقال هو البحث عن أسباب تدهور اللغة العربية في العالم المعاصر، حيث يتجدد هذا
السؤال باستمرار... هل تستحق لغة القرآن أن يشوبها مثل هذا التدهور والضعف؟! لقد
استوقفنا هذا السؤال كثيرا، وتعددت واختلفت وجهات النظر حول الأسباب التي أدت إلى
تدهور اللغة العربية ولكن دعنا نبحث سوياًّ لنتفقَّد ما آلت إليه الأمور في تلك
السطور القليلة القادمة.
لغتنا العربية
ما أبهى لغتنا العربية
حين نزل بها القرآن الكريم على لسان النبي محمد صلى الله عليه وسلم منذ ما يعادل
الأربعة عشر قرناً من الزمان !، وما أجمل النغمات التي كان يتغنى بها قاطنوا شبه
الجزيرة العربية منذ القِدم وقد زينت اللغة العربية بلاغة ألسنتهم وفصاحة كلامهم!.
لقد جاء القرآن الكريم لحفظ اللغة العربية من الضياع والحفاظ على بلاغتها وجزالة
مفرداتها ومتانة عباراتها، فقد كانت شرفاً لكل عربي يقوى على استخدامها وتوظيف
معانيها ونسج عباراتها.
لقد ضاعت اللغة
العربية وتدهور كيانها منذ الوهلة الأولى التي دخل بها العالم إلى غيابات العصر
الحديث، ضاعت لغتنا منذ أن ضاع شبابنا وضاع قرآننا معه. لقد تعددت الأسباب التي
أدت إلى تدهور اللغة العربية وتحريف معانيها وذلك بداية من سوء استخدامها إلى
عدمه. دعنا نتطرق إلى بعض أهم الأسباب التي تدهورت معها اللغة العربية من خلال
الفقرات القادمة.
أسباب تدهور اللغة العربية
وإن كان السبب الرئيسي لضعف اللغة العربية
الأصيلة هو انتشار اللغة العامية في بعض بلاد ناطقي العربية، بالإضافة إلى انتشار
الأمية في معظمها؛ فإن هناك العديد من الأسباب التي كانت وما زالت تهدد اللغة
العربية بالتدهور والضياع. وفيما يلي أهم تلك الأسباب التي أدت إلى تدهور اللغة
العربية:
§ انتشار العامية على نطاق واسع؛ حيث أنه لم يعد
استخدام العامية مقتصراً على المنزل أو الشارع فقط، بل أصبحت العامية متفشية بداخل
المدارس والمعاهد، والتي من المفترض أن تتكفل بغرس اللغة العربية السليمة في عقول
المتعلمين.
§ تبني المدارس في المجتمع العربي للمناهج العقيمة
في التعليم والتي تؤدي إلى نتائج عكسية؛ نتيجة لعدم مجاراتها لاحتياجات الطلاب
المعاصرة.
§ الابتعاد الواضح عن تعاليم القرآن الكريم ونصوصه،
وقد تفشت هذه الظاهرة بين الشباب الذين هم أمل العروبة، اللذين أقبلوا على الدنيا
بصدر رحب مخلفين وراءهم تلك النصوص الإلهية التي نزلت باللغة العربية خصيصاً
لحفظها وصيانتها.
§ سوء التأسيس لدى الطلاب من قبل المدارس في
المراحل الأولى من التعليم، والذي تظل قواعده مترسخة في نفوس الطلاب، الأمر الذي
يجعلهم غير متقبلين لتلقي اللغة الصحيحة حتى خلال المراحل التعليمية المتقدمة.
§ أصبح دور الأسرة في تثقيف الطلاب منعدماً في
الآونة الأخيرة؛ نظرا لعدم اهتمام الأسرة بتعزيز ثقافة أفرادها، وانشغالهم
بالترفيه على حساب التعليم.
§ يلعب الاستعمار الذي تعرضت له العديد من الدول
العربية دوراً كبيراً في ضياع لغتها؛ حيث كان يفرض على تلك الدول دراسة اللغة
الخاصة بالمُستعمِر كلغة أساسية في المناهج التعليمية، الأمر الذي أدى إلى ضياع
اللغة العربية لدى مالكيها وتأسيس جيل جديد ليس له أي حظ من اللغة العربية.
ما الحل إذاً؟
يقع الدور الأكبر في
عودة كيان اللغة العربية على عاتق المدرسة، والتي من واجبها غرس وتعزيز حب القراءة
والكتابة في نفوس الطلاب منذ المراحل التعليمية المبكرة. ثم يأتي بعد ذلك دور
الأسرة، والتي من واجبها مساعدة أبنائها على اتقان اللغة العربية وتوفير الوسائل
اللازمة لذلك. قد يكمن الحل في انتشار المكتبات الغنية بالكتب المفيدة القيمة في
كل مكان، إما في المدرسة أو البيت أو الشارع، ذلك بالإضافة إلى تشجيع الطلاب على
ارتياد تلك المكتبات كجزء من أنشطة الحياة اليومية.
وختاما نتمنى أن يكون الموضوع نال إعجابكم ونهلتم منه الفائدة المرجوة... بالتوفيق للجميع... ^_^
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق