نظرية الانفجار الكبير
نظرية الانفجار الكبير |
لعل
أبرز ما يدور في الأذهان عند التأمل هو: كيف نشأ هذا الكون الكبير؟ وفي هذا المقال
سوف نوضح النظرية العلمية التي اقترحها العلماء لنشأة الكون وأجمع عليها أغلبهم،
وقبل البداية في شرح النظرية يجب علينا أن نوضح أولاً أن هذه النظرية هي مجرد
افتراض ولا يوجد دليل على صحتها، ولكن كذلك لا يوجد دليل على نفيها؛ فالعلم عند
الله، وما سيتم طرحه في السطور القادمة هي الافتراضات التي توصل إليها مجتمع
العلماء بعد بحث مكثف.
أصل الكون
قبل
التحدث عن نظرية الانفجار الكبير هل تعرف أولاً الحجم الحقيقي لهذا الكون؟ ذلك
الكون الواسع والممتد الذي يحتوي على مئات المليارات من المجرات، كل منها يحتوي
على مئات المليارات من النجوم التي يصل حجمها مليارات الأضعاف من حجم الشمس،
والشمس حجمها ١.٣ مليون ضعف حجم الأرض، فلو تخيلت أن الأرض حبة رمل في شاطئ صغير
فتكون الشمس هي الشاطئ الذي يحتوي تلك الحبة وتكون مجرد درب التبانة هي الكوكب الذي
يتواجد به ذلك الشاطئ، ولا داعي لتخيل حجم الكون لأنه خارج قدرة البشر على التخيل.
وتدعي
نظرية الانفجار الكبير أن هذا الكون الواسع كان عبارة عن كرة غازية صغيرة شديدة
الكثافة تحتوي على قدر هائل من الطاقة المخزنة بداخلها، هذه الكرة انفجرت منذ ١٤
مليار سنة تقريباً في انفجار عظيم سميت هذه النظرية باسمه "الانفجار
الكبير" أو ما يعرف باللغة الإنجليزية "Big bang theory"،
وكان هذا الانفجار شديد القوة بحيث تمددت هذه الكرة الصغيرة بصورة كبيرة للغاية،
وبعد ١٠-٣١ جزء من الثانية نشأت جسيمات صغيرة كثيرة جداً. هذه الجسيمات
هي البلازما والكواركات واللبتونات، وبعد ١٠-٦ جزء من الثانية تجمعت
هذه الجسيمات الصغيرة لتكون جسيمات أكبر منها، وهذه الجسيمات هي البروتونات والنيترونات،
وكان ذلك نتيجة لانخفاض درجة حرارة الكون نسبياً، ولكن ومع الوقت قلت أعداد تلك
البروتونات والنيترونات بصورة كبيرة وأصبحت الجسيمات السائدة في الكون هي الفوتونات.
على
الرغم من قلة أعدادها النسبية إلا أن أعداد البروتونات والنيترونات ظلت كبيرة فنحن
نتكلم عن مئات المليارات من هذه الجسيمات الصغيرة، والتي دفعها استمرار الانخفاض
النسبي لدرجة الحرارة الكون-وصلت حوالي مليار درجة كلفن- إلى الاتحاد معاً تكوين
أنوية ذرات الهيليوم، وظلت الأنوية بدون الكترونات لمدة ٤٠٠ ألف عام تقريباً حتى
اتحدت الالكترونات مع أنوية ذرات الهيليوم مكونة الشكل النهائي لذرات الهيليوم.
تكون النجوم والمجرات
تفترض
نظرية الانفجار الكبير أنه ومع مرور الوقت تكونت المجرات والنجوم نتيجة لتجمع كتل
متفرقة من هذه الغازات المنتشرة في الكون مع بعضها البعض، لتتكون السحب العملاقة
من المجرات وبداخلها النجوم.
تمدد الكون
تفترض
نظرية الانفجار الكبير أن الكون ظل يتمدد ويتسع لملايين السنين التالية، حتى وصل
الكون للشكل الحالي حيث استمر تكون المزيد من المجرات من تجمعات الغازات المتكونة
من هيليوم وهيدروجين -هما أبسط غازان في الكون- ومع الوقت تكونت النجوم أيضاً من
تجمعات الهيليوم والهيدروجين، وبعدها بفترة تكونت الكواكب، وتفترض نظرية الانفجار الكبير
أن الكون ما زال بحالة تمدد حتى الآن، وهذا ما قام العلماء بالفعل بإثباته.
تعتبر
نظرية الانفجار الكبير هي المسئولة عن تفسير العديد من الظواهر الفيزيائية مثل: الاشعاعات
الكونية، البنية الضخمة للكون، الخلفية الإشعاعية للكون، توحد خواص الفضاء، وتمدد
الكون، ولكن وعلى الرغم من كون هذه النظرية المفضلة لدى معظم العلماء والتي تفسر
كيفية نشأة الكون إلا أنها لا تزال غير مؤكدة فكما نعرف جميعاً لا يمكن إثبات صحة
النظرية إلا مع تحققها على أرض الواقع وبالطبع لا يمكن للعلماء العودة بالزمن
لنشأة الكون للتأكد من صحة نظرية الانفجار الكبير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق