التصوير بالرنين المغناطيسي
التصوير بالرنين المغناطيسي |
عندما
يرتاب الطبيب في مرض ما فإنه ينصح مريضه بإجراء "تصوير بالرنين
المغناطيسي"؛ وذلك للتأكد من درجة خطورة المرض وحتى يكون على يقين بتوافق
الدواء الذي سيصفه مع الداء الذي يعاني منه المريض، فما هو التصوير بالرنين المغناطيسي؟
وما هي الفائدة من استخدامه؟
نشأة التصوير بالرنين المغناطيسي
في عام
١٩٧٧م من القرن الماضي نجح الأطباء في إجراء أول عملية تصوير باستخدام الرنين
المغناطيسي لكامل أجزاء الجسم في التاريخ، وذلك بعد عدة خطوات اتبعها الأطباء منذ
ظهور فكرة الرنين المغناطيسي عام ١٩٤٦م؛ حيث استُخدِم أولاً في المعامل
الكيميائية، ولكن بعد فترة ظهرت الحاجة لاستخدامه في المجال الطبي؛ لحاجة الأطباء
لمعرفة الأمراض الباطنية التي يعاني منها المرضى دون الحاجة إلى استخدام وسائل قد
تؤثر على المريض مثل العمليات الجراحية وغيرها، فتم إجراء الأبحاث الطبية المختلفة
للربط بين الرنين المغناطيسي والطب حتى تم تصوير إصبع يد الإنسان عام ١٩٧٦م
باستخدام الرنين المغناطيسي، ومن ثم تم تصوير كامل الجسم في العام التالي.
فكرة عمل التصوير باستخدام الرنين المغناطيسي
الفكرة
الأساسية وراء عمل أجهزة الرنين المغناطيسي هي عملية تحفيز البروتونات الموجودة في
أنوية الذرات التي يتكون منها جسم الإنسان، وتتم عملية التحفيز تلك داخل جهاز
التصوير بالرنين المغناطيسي، وهو جهاز كبير الحجم بحيث يكون قادراً على احتواء
كامل جسم المريض لإجراء عملية التصوير بالشكل الأمثل، ويعمل الجهاز على توليد مجال
مغناطيسي واسع يحيط بكامل جسم المريض، ومن خلال هذا المجال يتم مغنطة ذرات
الهيدروجين المتواجدة داخل جسم الإنسان، بحيث يصبح بالإمكان فيما بعد زيادة طاقة ذرات
الهيدروجين تلك بصورة كافية لطردها من الجسم وتوجيهها ناحية لوح الاستقبال، وبعد
ذلك تنطلق هذه الذرات حتى تصطدم باللوح المخصص لذلك، وتكون هذه الإشارات درجات
مختلفة من اللون الرمادي، وتبعاً لاختلاف درجة اللون يتم التعرف على مدى صحة أو
تضرر الأجهزة الحيوية الخاصة بالجسم، ومدى سلامة الأعصاب، العظام، وغيرها من أجزاء
الجسم، وذلك حتى يصبح بإمكان الطبيب تحديد العلة التي يعاني منها المريض.
الإجراءات التي يجب اتباعها قبل وأثناء التصوير بالرنين المغناطيسي
أول
هذه الإجراءات هو تحديد المرض المحتمل تواجده لدى المريض، والذي بسببه سيقوم
المريض بعملية التصوير، ثم التأكد من قدرة المريض على الدخول في جهاز التصوير من
حيث الناحية البدنية والناحية النفسية؛ فبعض المرضى شديدي السمنة قد يعانون من
صعوبات أثناء دخولهم جهاز التصوير، وكذلك يوجد العديد من الأشخاص الذين يعانون من
فوبيا الأماكن الضيقة والمغلقة، والفوبيا هي الخوف الشديد المرضي، وفي هذه الحالة
يتطلب الأمر استخدام المهدئات الطبية المناسبة للتقليل من حدة التوتر التي يشعر
بها المريض وللتحكم في خوفه بقدر الإمكان.
بعد
ذلك يتم التأكد من عدم وجود أية أطراف أو أجزاء صناعية داخل جسم المريض؛ فالمجال
المغناطيسي سيؤثر عليها فقد يزيد من حرارة الأطراف الصناعية، كما وأن دخول الأجزاء
الصناعية الداخلية إلى جهاز التصوير قد يودي بحياة المريض، وهذه الأجهزة مثل
منظمات ضربات القلب، وبعد عملية التأكد من عدم وجود أية أجزاء صناعية داخل جسم
المريض أو متصلة به يتم التأكد من خلع المريض لكافة مجوهراته وحليه قبل الدخول إلى
جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي، وذلك حتى لا تتأثر هي الأخرى بالمجال المغناطيسي
الناشئ أثناء عملية التصوير، ومن ثم يتم التأكد من وجود فتحات للتهوية في غرفة
التصوير؛ وذلك لأن عملية التصوير تتم باستخدام غاز الهيليوم الذي قد يسبب كثرة
تواجده في المكان حدوث اختناق للمريض.
أهم استخدامات التصوير بالرنين المغناطيسي
يتم
استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي في المجالات التالية:
· الحصول على صورة موضحة لحالة الشرايين والأوردة
داخل جسم الإنسان.
· توفير الصورة المثلى للسوائل المتواجدة في الجسم،
والأنسجة كذلك.
· الحصول على صورة كاملة للدماغ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق