كيف تتكيف عيون الكائنات المختلفة لرؤية الأشياء؟
كيف تتكيف عيون الكائنات المختلفة لرؤية الأشياء؟ |
خلق
الله الإنسان وأعطاه من النعم ما لا يُعَد ولا يُحصَى، وتتجلى تلك النعم في كل ما
يحيط بالإنسان، وكل ما يحتويه جسمه، ومن النعم ما هو مادي يمكن رؤيته، وما هو
معنوي لا يمكن رؤيته، بل وحتى مجرد الرؤية نعمة كبرى في حد ذاتها لا يشعر بها
الإنسان إلا عندما يقابل من يفقدها، وتعتبر عين الإنسان جزء شديد الحساسية والدقة،
وخصص العلماء والأطباء وقتاً مطولاً لدراسة هذا العضو الحيوي في جسم الإنسان بل
وامتدت أبحاثهم لتشمل أعين مختلف الكائنات الحية والكيفية التي تتكيف بها هذه
الأعين لرؤية الأشياء المختلفة، مما يجعلها تتميز بقدرات خارقة سنتحدث عنها فيما
يلي.
كيف تعمل العين؟
تقوم
أعين مختلف الكائنات الحية -بما فيها الإنسان- على مبدأ أساسي ألا وهو رؤية
الأشياء المختلفة من خلال انعكاس الضوء على هذه الأجسام ومن ثم استقباله في العين
على الشبكية الخاصة بها، وتقوم الأشعة الساقطة على الشبكية بتكوين صورة للأشياء
المحيطة بالكائن الحي من خلال ترجمة هذه الأشعة باستخدام الدماغ الذي يُكَوِّن
الصورة التي نرى بها الأشياء المختلفة، وتختلف الرؤية من كائن لآخر حسب الحدود
الخاصة بعين ذلك الكائن؛ فبعض الكائنات يمكنها الرؤية على بعد ١٠٠٠ متر مثل الصقر.
كيف تتكيف عيون الكائنات المختلفة لرؤية الأشياء؟
تتكيف
عيون الكائنات المختلفة لرؤية الأشياء من خلال عدة آليات، ولكن أولاً دعونا نقوم
بتعريف مصطلح "تكيف العين"، فتكيف العين يُعرف على أنه الوسيلة التي
تلجأ إليها الكائنات الحية لتكوين صورة واضحة للأشياء المحيطة بها، وذلك في غياب
ظروف الرؤية الطبيعية، مثل: غياب الضوء، أو وجود مياه، أو خلاف ذلك.
أشهر الآليات التي تتكيف بها أعين الكائنات الحية المختلفة
تتكيف
عيون الأسماك لتتناسب مع حاجتها إلى الرؤية في أعماق المياه خاصة ومع غياب الضوء
بالانخفاض التدريجي في البحار والمحيطات، وهذا التكيف تم من خلال وجود ما يشبه
المصابيح في أعين بعض الأسماك بحيث تقوم تلك المصابيح بتركيز الضوء القادم من أعلى
-حتى لو كان خافتاً- واستخدام ذلك الضوء في الرؤية في الأعماق، ومن خلال تلك
العملية تستطيع تلك الأسماك تجنب أعدائها والحصول على الغذاء الذي تحتاجه، كما أن
أعين الأسماك تمكنها من رؤية كلا الجانبين في نفس الوقت، وذلك دون الحاجة للالتفات
كل فترة للتحقق من تلك الجوانب.
مثال آخر
هو تكيف السنوريات مثل: الأسود، النمور، وغيرها من المفترسات، هذه الكائنات تتزود
بأعين تشبه إلى حد كبير الأعين الخاصة بالأسماك، والتي تمكنها من رؤية طعامها في
الليل، وبذلك تكون لها الأفضلية على تلك الحيوانات التي تصيدها.
كذلك
الحال بالنسبة للحوت الذي يمنعه كبر حجمه من الاستدارة للتحقق من عدم وجود مفترسين
أو العثور على طعام، ولتعويض ذلك فإن أعينه تتمتع بميزة كبرى ألا وهي القدرة على
رؤية ما يقبع خلفه دون الحاجة للاستدارة، ويرجع ذلك لوجود أعينه في مكان مميز
للغاية يمكنه من استخدامها بذلك الشكل المثالي.
الطيور
التي تحلق على مسافات عالية تتعرض لأشعة شمس قوية هذه الأشعة قد تمنعها من رؤية ما
يقبع فوقها من طيور أخرى، ولذلك فإن هذه الطيور قد تمكنت من تكييف أعينها لمقاومة
تلك الأشعة، وذلك من خلال وجود عدسات داخل العين تشبه في تأثيرها التأثير المستخدم
في النظارات الشمسية والتي تعمل على التخفيف من حدة الشمس، وبالتالي يصبح بإمكان
الطائر رؤية ما يقع فوقه.
مثل ما
فعلت أعين الأسماك والسنوريات فعلت أعين البومة، وهو الطائر الليلي الأشهر على
الإطلاق، ولكونه طائر ليلي فإنه كان بحاجة لأعين مميزة تمكنه من الصيد، فأعين
البومة بإمكانها الرؤية باستخدام ضوء أقل مائة مرة من ذلك الذي يحتاجه الإنسان
للرؤية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق