مساهمات العالم توماس يونج في الفيزياء
مساهمات العالم توماس يونج في الفيزياء |
العالم
"توماس يونج"، لعل الاسم لا يبدو مألوفاً بالنسبة لك ولكن تمكن هذا
العالم من وضع اسمه بين كبار القوم في عالم الفيزياء، ونظراً لأنه لم يتم تسليط
الضوء الكافي على إنجازاته سنقوم نحن بتوضيح هذا الدور، وذلك حتى لا يندثر اسم هذا
العالم ذو الانجازات المؤثرة في تاريخ البشرية.
نشأة العالم "توماس يونج"
ولد
العالم "توماس يونج" في بلدة "ميلفرتاون" في مقاطعة
"سومرست" في بريطانيا، وذلك في ال١٣ من شهر يونيو لعام ١٧٧٣م، وكان طفلاً
متقد الذكاء حيث تعلم عدد كبير من اللغات وهو لم يتجاوز الرابعة عشر من عمره،
وكانت هذه اللغات هي: اللاتينية، الإغريقية، العبرية، السريانية، الكلدانية،
الإيطالية، الفرنسية، العربية، السامرية، الأمهرية، الفارسية، واللغة التركية. على
الرغم من كون اسهاماته في مجال الفيزياء هي الأكبر إلا أن "توماس يونج"
قد بدأ دراسته في مجال الطب، ولكن بعد فترة انتقل باهتماماته إلى المجال الأكثر
تشويقاً في تلك الفترة ألا وهو مجال الفيزياء مع الحفاظ على مزاولة مهنة الطب، وهو
ما منعه في بداية الأمر بالتوقيع على عدد من بحوثه الفيزيائية؛ وذلك حتى يستطيع أن
يستمر في مزاولة مهنة الطب دون أن يتأثر اسمه، ولكن بعد فترة استطاع أن يجمع بين
الاهتمامين دون أن يتأثر إحداهما بالآخر في موقف يدل على العبقرية والاجتهاد.
أهم مساهمات العالم توماس يونج في الفيزياء
لدى
"توماس يونج" العديد من المساهمات في مختلف المجالات ربما نتحدث عنها
لاحقاً، ولكن ما يعنينا حالياً هو مساهمات ذلك العالم الجليل في مجال الفيزياء،
والتي ستجعله يحصل فيما بعد على الإشادة من كبار علماء الفيزياء في القرن السابق
أمثال: جون وليم ريليه، فيليب أندرسون، والعالم الأشهر والأذكى على مدار التاريخ
"ألبرت أينشتاين".
هذه
الإسهامات بدأت باهتمام "توماس يونج" بالضوء، ورغبته في تفسير عديد
الظواهر ذات الطبيعة الضوئية، وأول ما اهتم به يونج هو الاطلاع على الأبحاث الخاصة
بمن سبقوه من العلماء أمثال: اسحاق نيوتن، وفرانشيسكو ماريا جريمالدي، والتناقض
فيما بين العالمين حول طبيعة الضوء؛ فكان نيوتن يؤمن بأن الضوء هو عبارة عن تجمع
عدد من الجسيمات "الجزيئات" أي أنه يشبه بذلك الهواء، الماء، ...، ولكن
على الجانب الآخر يرى فرانشيسكو أن الضوء ما هو إلا موجات مثلها مثل موجات الصوت
التي تحدث نتيجة اهتزاز جزيئات الوسط، وهذا الرأي من فرانشيسكو كان هو الرأي الأقل
استساغة من قبل علماء عصره الذين فضلوا الرأي الخاص بنيوتن، وذلك حتى جاء يونج
ليقلب المعادلة تماماً.
حيث
رأى يونج أن الضوء هو موجات أكثر منه جسيمات، ودعم ذلك الرأي بعديد التجارب التي
أجراها والتي أثبت من خلالها أن الضوء بإمكانه القيام بعديد الظواهر التي لا يمكن
إلا للموجات القيام بها، ولا تستطيع الجزيئات فعلها، ومن هذه التجارب التجربة
المعروفة باسم "الشق المزدوج ليونج"؛ ففي هذه التجربة قام العالم
الإنجليزي بتسليط شعاع من الضوء من مصدر لضوء أحادي ليمر بعدها عبر فتحتين "شقين"
في مانع على بعد معين من مصدر الضوء، والمسافة بين كلاً من الشقين والمصدر متساوية،
وبذلك استطاع الحصول على مصدرين للضوء متوافقين معاً، وبعد ذلك قام بعمل نبضات
لمصدر الضوء ذاك من خلال إشعاله وإطفائه لأكثر من مرة، وبعدها لاحظ تكون عدة أماكن
مضيئة وأخرى مظلمة أطلق عليها اسم "هدب"، وأعزى تكون هذه
"الهدب" إلى حدوث تداخل بين موجات الضوء لتشبه في ذلك طبيعة موجات الصوت
وموجات المياه، وكانت تلك التجربة هي الأساس الذي استند عليه أوغسطين جان فرينيل
أثناء وضعه للنظرية الموجية للضوء.
بجانب
تلك التجربة الهامة قام العالم "توماس يونج" بتفسير ظاهرة تكيف العين
للرؤية في الظروف المختلفة والأبعاد المتباينة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق