الرهاب والمخاوف
الرهاب والمخاوف |
معظمنا
إن لم يكن كلنا لديه خوف من شيء ما، فالبعض يخاف المرتفعات، وآخرون يخشون الأماكن
الضيقة، وهناك من يخشى بعض أنواع الحشرات والزواحف، وهذا الخوف أمر منطقي وطبيعي
طالما لم يتعد الأمر الحدود الطبيعية للخوف، فإن تعديت تلك الحدود مع مخاوفك فاعلم
أنك تعيش ما يُعرف ب "الرهاب".
تعريف الرهاب
هو
الخوف الشديد الذي يصيب الإنسان عند مروره بموقف ما، أو حتى مجرد التفكير بالأمر،
وهو مرض نفسي يجب علاجه. حيث أنه قد يمنع المصاب به من تأدية مهامه اليومية كما
ينبغي.
أهم أنواع الرهاب
يوجد
العديد من أنواع الرهاب التي يشهدها البشر حول العالم، وفيما يلي سنذكر أكثر هذه
الأنواع شهرة وغرابة حول العالم.
· الرهاب الاجتماعي
هو
النوع الذي يعيش فيه المريض في خوف دائم من التعرض للإحراج أمام أشخاص أخرين، وتكون
أغلب حالاته نتيجة تعرض المريض للإحراج من قبل أمام حشد من الناس، ولهذا فإنه يخشى
من تكرار الموقف ذاته مرة أخرى؛ ولذلك فإنه يتجنب التواصل مع أشخاص جدد أو حتى
الأشخاص الذين يجمعهم به معرفة سابقة، وذلك حتى لا يتعرض لأي نوع من أنواع
الإحراج، وهو من أخطر أنواع الرهاب؛ فقد يتطور الأمر ليشهد المصاب به حالة تامة من
العزلة والوحدة، وهو ما قد يؤدي بدوره إلى إصابة المريض بعدد من الأمراض النفسية
الأخرى، والأفكار الانتحارية التي قد تهدد حياته؛ ولذلك فإنه يجب علاج تلك الحالة
بمجرد ظهورها خاصة لدى الأطفال.
· رهاب الخلاء
هذا
النوع يشبه إلى حد كبير الرهاب الاجتماعي؛ فاحتمالية تدهور حالة المريض ودخوله في
صراعات خطيرة عالية للغاية، ففي هذا النوع من الرهاب يخشى المريض من مغادرة منزله،
وهو ما يمنعه من التجوال ومغادرة المنزل؛ فهو يخشى من الازدحام، ويشعر بالضيق إذا استقل
المواصلات العامة، أو أنه يخشى بشكل مبالغ من التعرض للتلوث الموجود في الخارج؛
مما يجعله حبيس المنزل.
· رهاب المنزل
وهو
النوع المعاكس تماماً للنوع السابق؛ فهنا يخشى المريض من الدخول إلى منزله نتيجة
لشعوره بالخوف الشديد من محتويات المنزل كالأدوات الكهربائية وأثاث المنزل وغيرها،
وهو ما يدفع المريض إلى التشرد والعيش في الشوارع، ويكون السبب في الغالب هو تعرض
المريض لأزمة داخل منزله جعلته يفقد الحس بالأمان داخله، ويصبح متخوف طوال الوقت.
· الرهاب المحدد
هو
النوع الأكثر شهرة من أنواع الرهاب؛ فهو المصطلح العام لمعظم الأنواع تقريباً. حيث
يشمل:
o رهاب الحيوانات
حيث
نجد أن كثير من الناس يشعرون بالخوف والقلق من مجرد التفكير في بعض الحيوانات كالزواحف
والحشرات، أمثال: الثعابين، التماسيح، العناكب، النمل، النحل، وغيرها، وقد يكون
ذلك الخوف نتيجة للتعرض لصدمة نتيجة الدخول في صدام مع الحيوان الذي يشعر المريض
بالرهاب ناحيته، وقد لا يكون الخوف ناتج عن حدوث صدمة مشابهة وإنما هو ناشئ من
مشاهدة أفلام الرعب أو سماع القصص المرعبة أو غير ذلك.
o رهاب الطبيعة
وهو
النوع الذي يشمل الخوف من الأماكن المرتفعة، أو سماع الرعد أو رؤية البرق، بل
ويمتد حتى تأثير الخوف ليشمل الخوف من التقدم بالسن.
o رهاب الظروف
هو
النوع الذي يشمل الخوف الشديد من الأماكن الضيقة؛ لذا نجد أن كثير من المصابين
بهذا المرض لا يستطيعون أخذ المصاعد وإنما يصعدون السلالم، وكذلك الحال في غرف
نومهم حيث يفضلون أن تكون واسعة، ويوجد أيضاً من يخاف من البحر خوفاً شديداً فيشعر
بالقلق من مجرد رؤيته أو الاقتراب منه حتى وإن لم ينزل إلى مياهه، وهناك من يخاف
خوفاً شديداً من الظلام؛ بحيث أنه قد تنتابه نوبة فزع إن لم يكن معه مصباح يضيء له
ذلك الظلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق