بحيرة فيكتوريا
بحيرة فيكتوريا |
لعلك قد سمعت عمّا تم تداوله من أخبار حديثة عن أزمة سد النهضة
الإثيوبي، وتأثير ذلك على مصر، وهو ما أدى إلى وجود تطورات سياسية مؤسفة بين
البلدين، ولكن هل تعلم ما هو مصدر نهر النيل؟ وما هو السبب في هذه الأزمة؟ حسناً، نهر
النيل هو النهر الأطول في العالم، ويغطي مساحة واسعة من أراضي إحدى عشر دولة
أفريقية، ويتكون النهر الأطول في العالم من رافدين هما: النيل الأزرق الذي أُثيرت
حوله المشكلات الأخيرة، والنيل الأبيض؛ فدعونا من المشاكل قليلاً ولنتحدث عن النيل
الأبيض.
يأتي النيل الأبيض من بحيرة تدعى "بحيرة فكتوريا"؛ وهذه
البحيرة محورية للغاية، وهو ما سنعرفه فيما هو قادم من سطور، ولهذه الأهمية التي
تتمتع بها البحيرة الأكبر في القارة السمراء؛ فستكون هي محور الحديث في هذا المقال.
أين تقع بحيرة فيكتوريا؟
تقع بحيرة فيكتوريا في الناحية الشرقية من القارة الأفريقية، فهي
واقعة في مناطق تخص ثلاث دول وهي: أوغندا، كينيا، وتنزانيا، وتتوزع مياه البحيرة
فيما بين الدول الثلاث بحسب المساحة الواقعة من البحيرة داخل الحدود الخاصة بكل دولة؛
فمعظم بحيرة فيكتوريا تقع في دولة تنزانيا؛ وبالتالي تكون نسبة تنزانيا بمفردها من
هذه البحيرة ما يقرب ال ٥١% من نسبة البحيرة كاملة، وهذه النسبة تقل بالنسبة لدولة
أوغندا لتصل إلى ٤٣%، بينما نجد أن كينيا تحصل على النسبة الأقل فيما بين الدول
الثلاث بما يعادل ال٦% فقط من إجمالي حجم البحيرة، ولكن على الرغم من قلة المساحة
البحرية التي تشغلها كينيا إلا أنها تكفيها كما سنعرف فيما بعد.
نشأت هذه البحيرة الضخمة نتيجة لتجمع عدد من الأنهار التي تأتي من
الجبال لتصب فيها، ومنها يسير نهر النيل الأبيض الذي يمر بالأراضي السودانية، وما
يلبث أن يلتقي مع نهر النيل الأزرق ليكونا النهر الأطول في العالم "نهر
النيل".
حجم بحيرة فيكتوريا
تعتبر بحيرة فيكتوريا هي الأكبر في القارة السمراء، وليس هذا فحسب بل
هي أيضاً البحيرة الاستوائية الأكبر في العالم، وأيضاً ثاني أكبر بحيرة في العالم،
ولا يسبقها سوى بحيرة "سوبيريور" في القارة الشمالية من الأمريكيتين، وتبلغ
مساحة هذه البحيرة العظمى ما يقرب السبعين ألف كيلومتر مربع، وهي نتيجة العرض
والطول الهائلين الخاصين بالبحيرة، حيث يبلغ طولها ثلاثة آلاف وخمسمائة كيلو متر،
وعرضها مائتين وخمسين كيلومتر، وهو ما يعبر عن حقيقة ضخامتها.
أهمية بحيرة فيكتوريا
كما ذكرنا فإن بحيرة فيكتوريا ذات أهمية كبرى؛ فليست إحدى مصادر نهر
النيل فحسب بل أيضاً:
· هي المصدر الرئيسي للطعام للعديد من
السكان في الدول المطلة عليها، وذلك من خلال ما توفره البحيرة من أنواع عديدة من
الاسماك التي يبلغ عددها فوق المائتي نوع مختلف، وهو رقم كبير، وهو ما أدى إلى نقص
أعداد الأسماك بها نتيجة للاستهلاك الكثيف والصيد الغير مدروس للأسماك.
· تحتوي البحيرة على عدة أنواع من الشعب
المرجانية خلابة المنظر؛ وهو ما يعد عامل جذب كبير لعديد السياح خاصة مع وجود
إمكانية للقيام برحلات السفاري في الأراضي الواقعة بجانب البحيرة، والتي تسكنها عديد
الحيوانات.
· توفر البحيرة المصدر الأساسي وتقريباً
الوحيد لري الأراضي الزراعية في البلاد المطلة عليها؛ وهو ما يعني أهميتها القصوى
في توفير مختلف المنتجات الزراعية التي يحتاجها السكان.
من كل ما رأيناه من أهمية لبحيرة فيكتوريا فإنه من الضروري الحفاظ
عليها خاصة في ظل وجود العديد من التهديدات التي تحيط بالبحيرة الأكبر أفريقياً؛
حيث يتواجد نبات ورد النيل الشهير الذي يسبب أزمة كبيرة في مياه البحيرة، حيث أن
ذلك النبات يتنفس الأكسجين المتواجد في المياه الواقعة في عمق البحيرة، وهو ما
يؤثر بدوره على نسبة الأكسجين المتاحة للأسماك لكي تقوم بعملية التنفس، وهو ما
يدفع إلى نفوق كميات كبيرة من هذه الاسماك. كما أن ذلك النبات يجعل من الصعب
التنقل في البحيرة؛ وبالتالي تصبح عملية الصيد أكثر صعوبة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق