صعوبات التعلم
إن من بين النعم التي أنعم الله بها على الإنسان هي أن رزقه بالأطفال،
وزرع بداخل كل واحد منا حباً لطفله أكثر من حبه لنفسه؛ ولهذا فإن كل إنسان يرغب في
أن يكون طفله في مكان أفضل منه في المستقبل، وأن يصل إلى ما لم يستطع هو الوصول
إليه، ولكي يحدث هذا لابد من أن يتعلم الطفل، ولكن في بعض الأحيان يواجه بعض
الأطفال صعوبات في التعلم، وهو ما قد يدفع أحد الوالدين أو كليهما إلى الوقوع في العديد
من الأخطاء أثناء تربيتهما، وهو ما سنحاول أن نجنبك الوقوع فيه عزيزي القارئ، وذلك
من خلال توضيح ما هي الأسباب التي تجعل الطفل يعاني من صعوبات التعلم، وما هي أنسب
الأساليب والتقنيات المستخدمة لعلاج تلك الصعوبات.
التعريف بصعوبات التعلم
يمكن تعريف صعوبات التعلم على أنها المشاكل والتحديات التي يقوم
الأطفال بمواجهتها أثناء تعلمهم، ويكون الكثير من أولئك الأطفال في حالة سوية، ولا
يعانون من أي إعاقة أو مرض، وهذه المشاكل التي يواجهها الأطفال قد تكون في عمليات:
· التفكير.
· الفهم.
· الإدراك.
· القراءة.
· التهجئة.
· العمليات الحسابية.
· الانتباه.
· الكتابة.
· النطق.
وكذلك تشمل كل الصعوبات التي يواجها الأطفال من متحدي الإعاقة، أو
المصابين بأمراض ضعف أو فقدان السمع أو البصر، وذلك طالما لم تكن إعاقتهم أو مرضهم
هي السبب في هذه الصعوبات التي يصطدموا بها.
أسباب وجود صعوبات التعلم
يرجع وجود ظاهرة "صعوبات التعلم" لدى الأطفال إلى عدد من
الأسباب المختلفة، وهذه الأسباب هي:
· وجود سبب وراثي:
ففي أغلب الحالات نلاحظ أن أحد أقرباء الطفل كان يعاني من نفس
المشكلة، وذلك لقدرة المشكلة أو العيب في الانتقال مع الجينات؛ فمثلاً إن لم يكن الطفل
قادراً على إجراء العمليات الحسابية بشكل فعال؛ فمن المرجح أن أحد الوالدين كان
يعاني من نفس المشكلة.
· وجود مشكلات بيئية:
فالتلوث في أغلب الأحيان يسبب العديد من المشكلات، ومن ضمن هذه
المشكلات قد تتواجد صعوبات التعلم، فكثير من المواد الضارة الموجودة في الجو تؤثر
على وظائف المخ، وتجعله لا يعمل بالشكل المناسب.
· وجود عيوب في مخ الطفل:
توجد العديد من العيوب التي قد تصيب الطفل أثناء مراحل نموه وهو في
رحم أمه، وقد تؤثر تلك العيوب على نمو المخ نفسه، أو نمو الخلايا العصبية، وهو ما
يؤدي إلى تواجد العديد من الصعوبات لدى الطفل للتعلم.
· وجود مشاكل خلال فترة الحمل أو خلال فترة الولادة:
يرجع الأطباء وجود صعوبات التعلم لدى العديد من الأطفال إلى مواجهتهم
لمشكلات خلال فترة الحمل بهم، أو خلال فترة الولادة، فهنالك مشكلات واردة الحدوث
خلال فترة الحمل، وهي مثل: تعامل جسم الأم مع الجنين على أنه جسم غريب، وهو ما
يؤذي نمو الخلايا العصبية، وقد يحدث التفاف للحبل السري حول الطفل فيؤدي إلى منع
وصول الأكسجين إلى الدماغ، وهو ما يضر بالمخ ووظائفه في مستقبل الطفل.
كيفية علاج صعوبات التعلم
يجب أن ندرك مما سبق أن صعوبات التعلم ليست مشكلة نابعة من الطفل،
وإنما هو أمر حادث رغماً عنه، ونتيجة لما تعرض له من مشاكل لم يكن له يد في ذلك،
وهذه هي الخطوة الأولى التي يجب على الوالدين إدراكها حتى يصبح بإمكانهم معالجة
مشكلات طفلهم، ومن ثم عليهم القيام بالتالي:
· استخدام برنامج تعليمي مخصص ومناسب
لقدرات الطفل، والمشكلات التي يواجها.
· العمل على زيادة درجة التعاون فيما
بين المدرسة الخاصة بالطفل، والوالدين؛ وذلك حتى يكون الوالدان مطلعين وبشكل مستمر
على تطور حالة الطفل.
· العمل على تشخيص حالة الطفل بصورة
مبكرة، والتدخل في حال وجود أي مشكلة قد يعاني منها الطفل، ويتم التشخيص والتدخل
بواسطة الأطباء النفسيين المختصين، وليس بواسطة أي شخص آخر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق