أرسطو
أرسطو |
من بين أشهر الفلاسفة على مدار التاريخ يوجد أستاذ وتلميذ هما الأعلى
مكانة عند كثير من المؤرخين؛ فالأستاذ هو "أفلاطون" والتلميذ هو
"أرسطو"، والأخير هو سيكون موضوع حديثنا في هذا المقال.
ميلاده
ولد في العام ٣٨٤ قبل الميلاد، وكان ذلك في بلدة اسطاغيرا في شمال
اليونان، وكان ذا نسب مرموق؛ فوالده هو الطبيب الخاص بالملك "أمينتاس
الثالث" المقدوني، ولكن توفي الوالد عندما كان الطفل في صغره، وكذلك يعتقد
بوفاة والدته، ولكن قرب والده من الحكام في مقدونيا جعل أرسطو ذو مكانة مرموقة عند
ملوك البلاد، وكان الوصي على الفتى الصغير هو زوج أخته.
ولكي يتناسب طموح الفتى مع ما كان عليه والده؛ فإنه قد سافر من
مقدونيا إلى أثينا ليتعلم في أكاديمية أفلاطون، ويرجح أنه ظل يتعلم في الأكاديمية
لمدة عشرين سنة وحتى وفاة معلمه أفلاطون، وكان من المفترض أن يرأس هو الأكاديمية
بعد وفاة معلمه؛ وذلك لكونه الطالب الأكثر شهرة وتمكن من طلاب أفلاطون إلا أن
معارضته لأفلاطون في العديد من النظريات جعلت المنصب يؤول إلى غيره.
ترحاله
بعد ذلك انتقل إلى مدينة آترنيوس اليونانية، ليتزوج من شقيقة حاكم
المدينة، ولكن بعد مرور ثلاث سنوات فقط، وبعد أن ذاع صيته في البلاد تلقى أرسطو
الدعوة من الملك "فيليبوس" المقدوني لكي يقوم الفيلسوف الكبير بتعليم
ابنه الإسكندر الأكبر الذي سوف يصبح لاحقاً هو أصغر قائد عسكري يغزو كامل المدن
الحضارية حول العالم، وربما يكون الوحيد، واستجابة لتلك الدعوة انتقل أرسطو عائداً
إلى مقدونيا.
وقد لعب ذلك الدور "دور المعلم" دوراً كبيراً في حياة
أرسطو؛ حيث أن الإسكندر كان يقوم بإرسال ما يجده من نباتات وحيوانات غريبة في
الدول التي يحتلها إلى معلمه أرسطو في مقدونيا، وليعتقد بذلك أن أرسطو قد كان أول
من أنشأ حديقة حيوان يعرفها التاريخ.
سيراً على نهج معلمه؛ فإن أرسطو قد افتتح مدرسة خاصة به في أثينا في
العام ٣٣٢ قبل الميلاد، وسميت تلك المدرسة باسم "لوقيون"، ومكث يدير تلك
المدرسة بنفسه لمدة ثلاثة عشر عاماً، وقد عرف هو وطلابه بلقب
"المشائين"؛ وذلك لأنهم كانوا يمشون أثناء تلقيهم الدروس؛ حيث كان يعتقد
أرسطو أن ذلك أفضل لتلقي المعلومات.
ظلت المدرسة الخاصة به في حالة عمل حتى توفى الإسكندر الأكبر، حيث ثار
أعداء دولة مقدونيا "اليونانيون" على كل المؤيدين للحكم المقدوني، وكان
من بين أبرز أولئك المؤيدين، أو ربما الأبرز على الإطلاق هو أرسطو، والذي اتهم
أعداء مقدونيا بالإلحاد لكي يقع في قبضتهم، ولكنه هرب منهم إلى مدينة "خلسيس".
أنجب ولداً وبنتاً، كان الولد من زوجته الثانية التي تزوج بها في
أثينا بعد وفاة زوجته الأولى، أما البنت فكانت من زوجته الأولى.
إنجازاته
إن له العديد من المؤلفات
الفلسفية غاية في الروعة، وتنوعت فيما بين العديد من المجالات؛ فكان هنالك: الشعر،
الموسيقى، الفيزياء، البلاغة، السياسة، الأخلاقيات، علم الحيوان، الميتافيزيقيا، المسرح،
المنطق، اللغويات، الحكومة، وعلم الأحياء.
حيث أن عدد الكتب التي قام بتأليفها تقدر بنحو ٢٠٠ كتاباً لم نستطع أن
نحصل إلا على واحد وثلاثين منها فقط. كما يُعتبر المؤسس لأول مكتبة في التاريخ
البشري.
وفاته
توفي نتيجة لما لحقه من مرض يعتقد بأنه مرض هضمي أدى لوفاته بعد عام
من انتقاله لمدينة "خلسيس"، فكانت وفاته بعد وفاة تلميذه
"الإسكندر" بعام واحد فقط! ليكون قد حفر اسمه بين واحد من أفضل الفلاسفة
عبر التاريخ إن لم يكن الأفضل على الإطلاق؛ وذلك لما نشره وذكره من نظريات لم
يسبقه إليها أي شخص آخر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق