ليوناردو دافنشي
ليوناردو دافنشي |
هناك قلة من الأشخاص القادرين على البزوغ في أكثر من مجال، وأكثر
هؤلاء الأشخاص شهرة هو الرسام، والنحات، والمهندس المعماري، وعالم النباتات، وعالم
الخرائط، والجيولوجي "ليوناردو دافنشي" الذي سيكون المحور
لحديثنا في هذا المقال.
ميلاد ليوناردو دافنشي
ولد ليوناردو دافنشي في الخامس عشر من أبريل من العام ١٤٥٢ ميلادياً، وكان
ذلك في قرية "فنشي" الواقعة بين مدينتي "أنجيانو"
و"فالتوغانو"، ولقد ولد إثر علاقة غير شرعية بين والدته المرأة من
الطبقة الدنيا، ووالده الرجل الثري الذي يعمل ككاتب عدل، ولكن لكونه الابن البكر
فقد سعد به والده وجده، وتزوج والده أربع مرات بعد ميلاده، وأنجب اثني عشر طفلاً،
وكانت علاقة دافنشي بهم ضعيفة نظراً لفارق السن الكبير بينهم فكان أصغر اخوته
يصغره بستة وأربعين عاماً إلا أنه قد حدثت بينهم مشاكل حول تقاسم الميراث بعد وفاة
والدهم.
مراحل تعليمه
تلقى الطفل
الصغير بعض التعليم للتحسين من مستوى قراءته وكتابته، كما أنه تعلم الرياضيات، ومع
مرور الوقت بدأت تظهر موهبته الاستثنائية في النحت والرسم، ولهذا فإنه قد توجه إلى
مدينة فلورنسا لتعلم النحت على يد الفنان "أندريا ديل فيروشيو"، حيث
أتقن فن النحت على الخشب والمعادن، كما أتقن الرسم، ويعتبر رسمه لوادي أرنو هو
أولى أعماله الفنية، والتي رسمها بالقلم والحبر.
نجح الشاب في
العشرين من عمره في الدخول إلى نقابة فناني القديس لوك في مدينة فلورنسا، كما نجح
في أن يؤسس ورشة خاصة به، ولكنه ظل يحتفظ بالجميل لأستاذه "فيروشيو"
الذي ساعده في إنهاء لوحته "معمودية المسيح"، كما عمل معه لخمس سنوات
إضافية.
مشوار ليوناردو دافنشي
توقف المشوار
الفني لدافنشي لعامين تقريباً نتيجة لاتهامه زوراً في جريمة مثلية جنسية مع أربعة آخرين،
ولكن مسيرته عادت وبقوة من خلال صنعه لقيثارة فضية لحاكم فلورنسا قام بإرسالها
كهدية لحاكم ميلانو، فأعجب حاكم ميلانو بالدقة المبذولة في القيثارة؛ فأرسل
لدافنشي يطلبه للعمل لديه، وعندما وصل إليه دافنشي كان قد أعد له العديد من
التصميمات الخاصة بمعدات حربية تساعد الجيوش في الحرب والقتال، ولما أعجب حاكم
ميلانو بها؛ جعل دافنشي يعمل لديه لمدة سبعة عشر عاماً.
تعتبر إقامته
في ميلانو هي التي شهدت أوج تألقه ومعظم أعماله الفنية التي قام بها، ومن بين هذه
الأعمال نجد:
· لوحة "عذراء الصخور".
· لوحة "العشاء الأخير"، وتعتبر هي اللوحة الأشهر في تاريخ ليوناردو
دافنشي، ولم تتجاوزها أي من أعماله الأخرى، وتعتبر هي واحدة من أغلى اللوحات في
التاريخ.
· لوحة "الموناليزا" هي اللوحة التي لا يزال العالم يدرسها
محاولاً إيجاد ما يماثلها أو حتى يقترب منها في الروعة والجمال؛ فبجانب وجود بعد
هندسي خلاب في اللوحة، وهو كون الموناليزا تنظر إلى الناظر إليها مهما اختلف مكانه
إلا أن الإتقان في رسم اللوحة نفسها يغني عن أي بعد آخر؛ فهي "أم اللوحات
الفنية" فلا يوجد ما هو أشهر منها أو أغلى منها في عالم اللوحات.
· نشط ليوناردو دافنشي في مجال الاختراع فبجانب الاختراعات العسكرية كان
له العديد من الاختراعات الأخرى، حيث أنه وضع نماذج تساعد الإنسان على الطيران،
كما كان له نماذج أخرى تساعد الإنسان على الغوص تحت الماء فيما يشبه الغواصة
المستعملة اليوم؛ فكان سابقاً لعصره بمئات السنين.
على الرغم من كل هذه الأعمال إلا أنه كان من المعروف أن ليوناردو دافنشي
لا يكمل الأعمال التي يبدأها، وأنه كان يتعمد الكتابة من اليمين لليسار، وليس
العكس، وذلك حتى لا يتم سرقة أياً من أفكاره، وذلك أثناء كتابته لمدوناته التي
اشتراها بيل غيتس "ثاني أغنى رجل في العالم" بمبلغ ثلاثين مليون دولار
أمريكي.
وفاة ليوناردو دافنشي
توفي ليوناردو دافنشي
في العام ١٥١٩م بالتحديد في اليوم الثاني من شهر مايو عن عمر يناهز السابعة
والستين ليخلف ورائه إرثاً لم تمحه السنين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق