أحمد شوقي
أحمد شوقي |
وُلِدَ الهُدى فَالكائِناتُ ضِياءُ
وَفَمُ الزَمانِ
تَبَسُّمٌ وَثَناءُ
الروحُ وَالمَلَأُ المَلائِكُ حَولَهُ لِلدينِ
وَالدُنيا بِهِ بُشَراءُ
هذين البيتين
هما من ضمن قصائد أمير الشعراء "أحمد شوقي" في مدح خير الرسل والأنبياء
"محمد" -صلى الله عليه وسلم- وسيكون الشاعر الكبير هو محور حديثها في
هذا المقال؛ فهيا بنا في رحلة نتعرف فيها على خير شعراء القرن العشرين.
ميلاد أحمد شوقي
هو أحمد شوقي علي أحمد شوقي بك، ولد في السادس عشر من أكتوبر من العام
١٨٦٨م، وذلك في حي الحنفي في مدينة القاهرة العاصمة المصرية، لم ينتمي أحمد شوقي
إلى عائلة مصرية، وإنما كان انتماؤه إلى مصر نتيجة لنشأته على أرضها؛ حيث كانت
والدته ذات أصول يونانية تركية، بينما الوالد كان ذا أصل شركسي، وبعض المصادر تنكر
أن أصل والده شركسي بل تقول أنه كردي، وفي كلتا الحالتين فإنه ليس بمصري الأصل،
كانت النقطة الفاصلة في حياة أمير الشعراء هي عمل جدته كوصيفة في قصر الخديوي
إسماعيل، وهو ما ساعد شوقي على النشأة في القصر مع جدته؛ فكأنما ولد وفي فمه ملعقة
من ذهب.
نشأة أحمد شوقي
بدأ شوقي حفظ القرآن منذ سن صغير فبدأ في الرابعة من عمره تقريباً، كما
وتعلم المبادئ الأساسية للقراءة والكتابة؛ فكان بعد ذلك التحاقه بمدرسة
"المبتديان" الابتدائية، وكان طفلاً نابغاً حظي على إعجاب الجميع؛ فكان
نتيجة لهذا حصوله على إعفاء كامل من دفع المصاريف المدرسية.
بدأ اهتمام شوقي بالشعر يظهر في تلك المرحلة، حيث كان الأمر أشبه
بالهوس، فكان الشعر ضروري في يومه مثله في ذلك مثل الطعام والشراب لا غنى له عنه.
حينما وصل إلى سن الخامسة عشر كان الوقت قد حان لالتحاقه بمدرسة
الحقوق، وتخصص في قسم الترجمة الذي كان حديث التأسيس في تلك الفترة، تلي ذلك سفره
إلى فرنسا بمساعدة من الخديوي توفيق وعلى نفقته الخاصة، وذلك لإكمال تعليمه، وخلال
تلك الفترة التقى شوقي بالزعيم المصري "مصطفى كامل" فتأثر به وأنشأ مع
مجموعة من أصدقائه جمعية تدعى "التقدم المصري" والتي كانت مناهضة
للاحتلال الإنجليزي.
الشاعر "أحمد شوقي"
خلال فترة إقامته بفرنسا، أحس شوقي بالامتنان للخديوي توفيق لتحمله
تكاليف سفره وتعليمه في فرنسا؛ فكان رده بأن أرسل إليه شعر يمدح فيه الخديوي،
وكانت هذه القصائد تنال رضا واستحسان الخديوي نفسه؛ وهو ما ساعد شوقي لدى عودته
حيث جعله الخديوي شاعر القصر، وظل يمدح الخديوي حتى بعد مجيء عباس حلمي، ولكنه في
نفس الوقت كان يهاجم الاحتلال الإنجليزي صاحب السيادة على مصر خلال تلك الفترة؛
فما كان من إنجلترا إلا أن قامت بنفيه خارج البلاد، وبالتحديد إلى إسبانيا؛ فظل
فيها لأربع سنوات عاد بعدها إلى مصر في العام ١٩١٨م.
كانت فترة إقامته في إسبانيا شديدة الإثراء لمحصلته الشعرية؛ حيث
ازداد اطلاعه على الشعر والأدب، وتأثر بالحضارة الإسلامية التي شاهدها في الأندلس،
ونظم قصيدة يعارض فيها ابن خلدون.
يعتبر شوقي هو الشاعر الأول في مصر منذ عام ١٩١٤م وحتى وفاته؛ فكان
يتميز بالاعتماد على اللغة العربية السليمة، بل إنه كان يؤخذ عليه في الكثير من
الأحيان المغالاة في استخدام كلمات كان قد عفي عليها الزمن، ونسيها الناس، وذلك
حتى يثبت مقدرته اللغوية، ويعيد اهتمام الناس بتلك الكلمات.
ولقد جمع أحمد شوقي في شعره فيما بين الشعر الخاص بالحضارة الإسلامية
وما تتميز به من عراقة وأصالة، والشعر الغربي وما يتميز به من حداثة؛ فكان أحد
رواد عصره.
وفاة أحمد شوقي
توفي أمير الشعراء "أحمد شوفي" الرابع عشر من أكتوبر من
العام ١٩٣٢م أي قبل احتفاله بعيد ميلاده الرابع بعد الستين بيومين فقط، وكانت
وفاته مفاجئة فحزن عليه عشاق شعره ومتذوقي الأدب العربي في كل مكان حول العالم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق