العناد عند الأطفال
العناد عند الاطفال |
الأطفال هم إحدى النعم التي أنعم بها المولى عز وجل على من أراد أن
يرزقه الذرية، ولاشك أن الجميع يدعو بأن تكون ذريته صالحة، وهذه الذرية الصالحة لا
تأتي هكذا من السماء، وإنما هي نتاج لما مر عليه الطفل منذ نشأته وحتى كبره، ولكي
يتعلم الطفل جيداً فإنه يلزم أن يتم ذلك بأسلوب ذكي لا يكون شديد القسوة فينفر
الطفل ويبتعد، ولا يكون شديد اللين فينفلت الطفل وأخلاقه، ومن هنا فإنه يلزم وجود
عدد من القواعد في المنزل التي يجب على كل أطفال البيت أن يلزموها، وهذه القواعد
قد يواجهها الأطفال بشيء من العناد يجب الوقوف ضده والتغلب عليه بالطرق المناسبة،
والتي سنذكرها تالياً.
ما هو العناد عند الأطفال؟
يمكننا أن نصف العناد عند الأطفال على أنه الظاهرة السلوكية للأطفال
التي يمتنع على إثرها الأطفال أن يلزموا القواعد والإرشادات التي يمليها عليهم أحد
الوالدين أو كلاهما، وذلك دون أن يقوم الطفل بإبداء أية مبرر أو سبب لامتناعه عن
تنفيذ تلك القواعد أو الإرشادات، وهو ما يجعل الطفل مثلاً يرفض تناول الخضروات أو
غسل أسنانه، أو غير ذلك من قواعد لا يلتزم بها الطفل على الرغم من كونها ذات فائدة
بالنسبة له، فالطفل هنا يعترض لمجرد الاعتراض.
كيفية مواجهة العناد عند الأطفال
لكي يتم التغلب على العناد عند الأطفال لابد من اتباع قواعد معينة،
وذلك حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة، ويفقد الوالدان القدرة على توجيه الطفل في
المستقبل؛ فامتناع الطفل عن غسل أسنانه الآن يعني أنه سيمتنع عن أداء واجباته في
المستقبل وقد يؤدي ذلك لامتناعه عن المذاكرة؛ فقد لا يكمل تعليمه، وقد يتجه لاتجاه
لا يريده أي شخص منا لأطفاله، والطريقة المثلى لمواجهة عناد الأطفال هذا هي:
· العمل على تجاهل ما قام به الطفل من
عناد، ومعاملته كأنه لم يقم به، وذلك للتغلب على حاجة الطفل للظهور؛ فمن ضمن أسباب
قيام الطفل بالعناد هو حبه للظهور والتمييز أمام والديه؛ فإذا قام الوالدان بتجاهل
الطفل؛ فسيفقد السبب الذي أدى إلى قيامه بالعناد من الأساس، وسيتوقف عن فعل ذلك في
المستقبل لأنه لم يلقى رد الفعل الذي يريده.
· اعتماد مبدأ الثواب والعقاب، وذلك بما
لا يؤذي الطفل نفسياً أو جسمانياً؛ فمثلاً إذا امتنع الطفل عن غسل أسنانه قبل
التوجه إلى النوم؛ فإنه يتم منعه من اللعب على جهازه لمدة أسبوع مثلاً، ويجب أن
يكون العقاب متناسباً مع مستوى عناد الطفل؛ فإن امتنع عن القيام بأمر هام يجب أن تكون
العقوبة الواقعة عليه أكبر من العقوبات السابقة، وكذلك الأمر إن امتثل الطفل للأوامر
فإنه يجب أن يتم مكافأته.
· العمل على جعل الجو الأسري المحيط
بالطفل جو هادئ ويسوده الحب والمودة؛ فإن كبر الطفل وهو يرى والديه يتشاجران
دوماً، أو رأى أحد الوالدين وهو يعصي الأوامر الخاصة بالآخر عن عمد؛ فسيميل الطفل
إلى التشبه بتلك الأفعال هو الأخر، وهو ما سيجعل الطفل معانداً بشكل أكبر عما سبق،
وبالتالي يجب أن يتفق الوالدان على التعامل مع بعضهما بكل احترام وود على مرأى
الطفل على الأقل.
· أن يتجنب الوالدان وصف طفلهما بأنه طفل
عنيد أمامه، وذلك لأنه من الممكن أن يؤثر ذلك بصورة سلبية على الطفل؛ فكونه يعلم
أن والديه يصفاه بالعنيد يعني فقدانه الأمل في تغيير رأيهما، وبالتالي يستمر في
ذلك العناد الذي يقوم به.
· تجنب المقارنة فيما بين الطفل وغيره
من الأطفال؛ فلا يقال له أن تشرب اللبن مثل الطفل فلان، أو أنك طفل عنيد على عكس
الطفل فلان الهادئ والمطيع؛ فكل ذلك يؤثر على نفسية الطفل بشكل سيء للغاية، وليس
من ناحية العناد فحسب، وإنما من كل النواحي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق