الشعر النبطي كيف بدأ ومن أشهر رواده؟
الشعر النبطي كيف بدأ ومن أشهر رواده؟ |
" يقول من عدى على
راس عالي
رجم طويل يدهله كل قرناس
في راس مرجومٍ عسير المنالي
تلعب به الأرياح مع كلّ نسناس"
هذه القصيدة هي
إحدى أشهر القصائد عن الشعر النبطي، وهو إحدى الفنون الأدبية التي تقوم بنظم الشعر
العربي باللهجة الخاصة بسكان شبه الجزيرة العربية سواء أكانوا من المملكة العربية
السعودية، أو من الأردن، أو العراق...، كما ويمتد هذا الشعر ليشمل مناطق البادية
في دول أفريقية مثل موريتانيا والمغرب والجزائر.
وهذا النوع من
الشعر هو الذي سنتعرف عليه فيما هو قادم من سطور، على الكيفية التي ظهر من خلالها،
وعن أشهر الرواد في ذلك اللون من الأدب.
بداية الشعر النبطي
يرجع ظهور الشعر النبطي إلى تاريخ ظهور اللهجات العامية المستخدمة في
كتابته، وهو ما يعتبر في القرن الرابع الهجري، فكان الظهور الأول لهذا الفن في الحواضر،
وكان هذا لاختلاط أهل هذه الحواضر مع الأعاجم؛ وكان أهل البادية أقل تأثراً بتلك
اللهجات عن أقرانهم من ذوي الحضر، ولكن هذا الشأن قد تغير؛ حيث انتقل إليهم هذا
التأثير في أواخر ذلك القرن.
اعتقد البعض أن الشعر النبطي قديم، ويعود تاريخ بدايته إلى عصور ما
قبل الإسلام أي الجاهلية، ولكن لا تتواجد أية أدلة تثبت ذلك الادعاء الذي يذكرونه.
البعض الآخر كان يرى أنَّ ظهور هذا الشعر كان فيما بين القرنين الثاني
والرابع، وما يستدلون به على ذلك هو ما تم ذكره على لسان شخصية أسطورية تدعى
"أبو زيد الهلالي" والذي نُظم فيه الشعر النبطي لأول مرة، ولكن أيضاً لا
يوجد دليل حتى على كون هذه الشخصية هي شخصية حقيقية من الأساس، ولم تكن شخصية
خيالية حتى يتم التأكد من صحة الزمن الخاص بتلك الأشعار.
وبالتالي فإن القرن السابع الهجري هو التاريخ الأكثر ترجيحاً لظهور
ذلك النوع من الشعر إما أقل أو أزيد قليلاً، ولكن لا تقل للقرن الرابع مثلاً حينما
ظهرت اللغة العامية، ولا تزداد لتقل للقرن التاسع هجرياً حيث كان قد انتشر بشكل
كبير في أوساط الأدباء.
أشهر رواد الشعر النبطي
يوجد العديد من رواد الشعر النبطي، ومن بين هؤلاء الرواد سنذكر ثلاثة
فقط، وهم:
· أبو حمزة العامري:
هو واحد من الشعراء المشهورين في شبه الجزيرة العربية في الفترة ما
بين القرن السابع والثامن الهجريين، ويعتبر هو من أوائل من كتبوا الشعر النبطي، ولقد
نظم العديد من القصائد في ذلك اللون من الشعر، والتي جمعت في كلماتها بين الكلمات
الخاصة باللغة العربية الفصحى، والكلمات الخاصة باللغة العامية، ولقد استخدم تلك
القصائد في التعبير عن قضايا شتى ومنها: ما شعر به من عزة وشجاعة وإقدام متباهياً
بكونه واحد من أشهر الفرسان والزعيم الخاص بقبيلته؛ فكان شعره يجمع بين المتانة
والجودة.
· صفي الدين الحلي:
هو الشاعر الثاني من الرواد، ولقد ولد في العام ١٢٧٧ الميلادي أي في
القرن السابع الهجري، وهو ما يعني معاصرته لأبو حمزة العامري، عمل بالتجارة فكان
ترحاله فيما بين الشام ومصر والعراق، وخلال كل هذه الرحلات صقل ما كان يتمتع به من
موهبة في هذا الشعر حتى صار من بين أشهر رواده.
· جعيثن اليزيدي:
هو الشاعر الأحدث من بين الرواد المذكورين هنا، فلقد عاش وولد في
القرن السادس عشر الميلادي أي القرن العاشر الهجري، ولقد كان له عظيم الأثر في هذا
الشعر؛ ولذا تم تصنيفه ضمن أشهر ثلاثة رواد له.
قضايا الشعر النبطي
ارتبطت العديد من القضايا بهذا النوع من الشعر ولعل من بين أبرز هذه
القضايا نجد:
· قضايا السرقات.
· قضايا بيع الشعر.
· قضايا الاسم المستعار.
· قضايا إشكالية الاسم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق