ماذا يحدث في جسمك عند شعورك بالسعادة؟
ماذا يحدث في جسمك عند شعورك بالسعادة؟ |
عندما كنت صغيراً كان كثيراً ما يتردد إلى مسامعي عبارة "فلان
هذا سوف يطير من الفرحة"، وكنت أستغرب كيف يمكن لشخص ما أن يطير! وكيف تكون
السعادة قادرة على جعله يطير! ولكن عندما قمت بإعداد هذه المقالة تأكدت أن السعادة
قادرة بالفعل على جعل الإنسان يطير ليس بالمعنى الحرفي بالطبع، ولكن بالمعنى
المجازي؛ حيث يشعر الإنسان أن روحه تعلو وترتفع كلما كان أكثر سعادة، ولربما شعرت مثلي
بهذا الشعور، فما التفسير المنطقي لهذا الإحساس؟
كيف يشعر الإنسان بالسعادة؟
إن ما يشعر به الإنسان وهو سعيد هو نتيجة لتعرض الإنسان لموقف ما،
وكان هذا الموقف هام جداً بالنسبة له، كأن يحصل على ترقية أو على فرصة عمل في
المكان الذي يحلم به أو أن يرزق بمولوده الأول، وغيرها من المواقف المشابهة، وتكون
استجابة الدماغ لهذه المواقف هو إرسالها لإشارات تحفز بعدد من الغدد في الجسم على
أن تفرز عدة مواد كيميائية تقوم هذه المواد بزيادة شعور الإنسان بالفرح والبهجة،
وجعله منفتح بصورة أفضل من ذي قبل على الحياة، وهو ما ندعوه نحن "السعادة".
أبرز هرمونات "السعادة"
توجد العديد من الهرمونات التي تعتبر من الهرمونات الهامة والرئيسية
المسئولة عن الشعور بالسعادة، وهذه الهرمونات هي:
·
السيروتونين:
هو الهرمون المسئول بصورة أساسية عن شعور الإنسان بالانتماء وبالثقة
في النفس، وكلما زادت كمية إفرازه كلما تعزز الشعور لدى الإنسان في هذين الجانبين،
كما أنه يتم استخدام هذا الهرمون في الأدوية التي تعمل كمضادات للاكتئاب، والأدوية
الأخرى التي تستخدم في علاج كلاً من:
o
الهلع.
o
اضطراب الكرب الذي يحدث بعد الصدمة.
o
اضطرابات الأكل.
o
الوسواس القهري.
·
الدوبامين:
ربما يكون هو هرمون السعادة الأكثر شهرة فيما بين باقي الهرمونات التي
ذكرناها والتي سوف نذكرها، وترجع شهرة هذا الهرمون إلى كونه المادة المستخدمة
بصورة كبيرة في المواد التي يتم تعاطيها مثل: الكوكايين والميث فيتامين، فهذه
المواد تعمل في الأساس على زيادة كمية الدوبامين المتواجدة في كل من جسم الإنسان
ودماغه، ويكون الدوبامين مرتبطا بكون الفرد شخصية اجتماعية أم انطوائية؛ فكلما
زادت انطوائية الشخص كلما نقص إفراز هرمون الدوبامين لديه، والعكس صحيح.
كما يتم إطلاق عديد المسميات على هذا الهرمون مثل: "هرمون
المكافأة"؛ ويرجع ذلك إلى قيام الجسم بإفرازه عند قيام الإنسان بمهمة صعبة
وشاقة فيكون بمثابة المكافأة التي يوفرها الدماغ للإنسان للقيام بهذه المهمة،
ويوجد تسميات أخرى مشابهة مثل: هرمون التحفيز، وهرمون النجاح.
o هرمون الأندروفين:
هو الهرمون الذي تقوم الغدة النخامية بإفرازه، ويعمل بصورة أساسية
كمضاد للشعور بالألم، ومن الممكن ان يحفز الإنسان إفراز هذا الهرمون بصورة طبيعية
عن طريق ممارسة التمارين الرياضية الشاقة، او بالحصول على حياة جنسية صحية، ومن
أبرز العوامل المساعدة في زيادة إفرازه الركض والوخز بالإبر.
o هرمون الأوكسيتوسين:
هو الهرمون الذي يُدعى "هرمون الحب" وذلك لكونه ناتج عن
العناق في الأساس؛ فكلما زاد عدد مرات العناق أو زادت مدة العناق كلنا زاد إفراز
هذا الهرمون؛ ولذلك فإنه يدعى أيضاً "هرمون العناق".
أهم الطرق لتعزيز الشعور بالسعادة
توجد العديد من الطرق التي تساعد الإنسان الشعورة بالسعادة بصورة أكبر
عن ذي قبل، ومن بين تلك الطرق يوجد:
o
ممارسة الرياضة، ولقد ذكرنا دورها في زيادة إفراز عدة هرمونات؛ ولذلك
يجب على الإنسان ممارستها بصورة دائمة ويومية.
o
تمضية الوقت مع الأصدقاء؛ فكلما شعر الإنسان بالألفة، وكلما انخرط
أكثر في علاقات اجتماعية كلما زاد إفراز هذه الهرمونات.
o
تناول الطعام الحار؛ فلقد أثبتت الدراسات أنه يزيد من كمية الهرمونات
المسؤولة عن السعادة والتي يفرزها الجسم.
كما يوجد عدد من الأنشطة الأخرى الغير مكلفة على الإطلاق والتي تضمن
للإنسان الحصول على حياة تملؤها السعادة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق