ضعف الشخصية
ضعف الشخصية |
في بعض الأحيان قد نكون مارين في الشارع ويصدمنا مشهد يقوم فيه شخص ما
بالتعدي على شخص آخر بالضرب أو الإهانة والشخص الآخر يتقبل تلك الإهانة دون أن
يردها على الأول، وتتساءل في قرارة نفسك ما الذي يجعل ذلك الشخص قادراً على تحمل
تلك الإهانة دون أن يرد على صاحبها؟
الإجابة هي "ضعف الشخصية"، وهذه الصفة هي أحد أكثر الصفات
المذمومة المتواجدة في الإنسان؛ فالإنسان الذي يتصف بها يفقد العديد من المميزات
التي يتمتع بها غيره كما يكون أكثر عرضة لعدد من الأمراض كما سنرى.
ما هي صفة ضعف الشخصية؟
تعتبر ضعف الشخصية هي الصفة التي تمنع الإنسان من المواجهة والتحدي أو
الإقدام، فهي تشبه إلى حد كبير الجبن من حيث الناحية الظاهرية، ولكن الجبان يختلف
عن ضعيف الشخصية في أنه يفتقد للشجاعة، بينما ضعيف الشخصية لديه القدر الكافي من
الشجاعة لكنه لا يستطيع إظهارها.
فضعيف الشخصية يخشى أن يبوح برأيه ظناً منه أن ذلك الرأي خطأ وسوف
يعرضه للسخرية، ويلتزم بالأوامر الصادرة له حتى لو كان متأكداً من كونها خطأ وقد
تضر به وبالشركة أو الجهة التي يعمل بها، ولكنه يخشى أن يؤدي عدم التزامه بها إلى
تعنيفه من قبل مديره أو رئيسه في العمل، وضعيف الشخصية هو غير القادر على رد
الإهانة التي يتعرض لها من قبل أحد الأشخاص، وذلك خوفاً منه أن يتعرض لإهانة أكبر،
وغيرها العديد من المواقف التي يتعرض لها ضعيف الشخصية.
أهم الأسباب المؤدية إلى ضعف الشخصية
توجد العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى ضعف الشخصية، ومن بين هذه
الأسباب نجد التالي:
·
الاختلاف عن المجتمع المحيط به من حيث الشكل أو اللون أو اللغة، وهو
أحد أكثر الأسباب انتشاراً؛ فاختلاف الإنسان عن المحيطين به يجعله أكثر عرضة
للتمييز من قبل الغير.
·
المعاملة السيئة من قبل الوالدين وأفراد العائلة؛ فكثير من الآباء
يثبطون من عزيمة أبنائهم، ويقللون من ثقتهم بأنفسهم، ويجعلونهم ضعيفي الشخصية؛
فهناك من يجبر أولاده على اتباع أوامره حتى وإن كانت خطأ ويحرم عليهم مجرد النقاش
معه في أي أمر من الأمور، وكل هذه التراكمات تؤدي إلى ضعف الشخصية لدى الطفل
الناشئ الذي يمتص كل تلك التجارب كالإسفنجة ويطبقها في مستقبله.
·
الاستسلام إلى الفشل، فضعيف الشخصية يؤمن دوماً أنه فاشل وأنه سيفشل،
وأن لا سبيل له للنجاح، وهو ما يمنعه من الإقدام على خوض مغامرات جديدة.
·
التأكد أن المصير الوحيد هو الفشل، ويكون ذلك من خلال الاستماع لقصص
الفشل وحدها وعدم الاستماع لقصص النجاح أو إهمالها؛ فهو لا يرى خيراً في المواجهة.
·
الكسل؛ فضعف الشخصية مرتبط بتلك الصفة ارتباطاً وثيقاً؛ حيث أن ضعيف
الشخصية يتكاسل عن أداء ما يفترض القيام به في مختلف المواقف بحجة أن لا فائدة من
القيام بها، ولكن الحقيقة هي أنه يتكاسل عنها.
كيفية علاج ضعف الشخصية
يمكن علاج ضعف الشخصية من خلال القيام بواحدة أو أكثر من الخطوات
التالية:
·
التحدث مع أشخاص مختصين مثل الأطباء النفسيين، ولا عيب إطلاقاً في
ذلك، ومن وجهة نظري الشخصية فإن كل إنسان عليه زيارة طبيب نفسي بصورة دورية
للاطمئنان على حالته النفسية، خاصة في ظل ما يشهده العالم حالياً من مآسي وضغوطات
قد تؤدي إلى الإضرار بالصحة النفسية لأي شخص.
·
ممارسة الرياضة بصورة مستمرة، ولا سيما الرياضات الجماعية ككرة القدم
وغيرها؛ فهذه الرياضات قادرة على زيادة تفاعل الشخص مع المحيطين به، وإن قام
بممارسة الرياضات الفردية فإن ذلك سيساعد الشخص في التخلص من الكسل وسيعطيه دليلاً
على قدرته على القيام بتغيير إن أراد ذلك؛ فالرياضة قادرة على زيادة الطاقة
الإيجابية بشكل ملحوظ والتخلص من الطاقة السلبية التي تسبب الشعور بالهزيمة
والاستسلام.
·
الابتعاد عن الأشخاص المحبطين أو عدم الإنصات إليهم على الأقل؛
فالإنسان وحده هو القادر على تحديد إمكانية نجاحه أو فشله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق