السباق الدولي إلى المريخ
لعلَّه هو السباق الأشهر عبر التاريخ وهو السباق الذي ربما يكون السبب
في نشوب الحرب العالمية الثالثة أو على الأقل محفزاً لها ألا وهو السباق الدولي
إلى المريخ.
أهم الدول المشاركة في السباق الدولي إلى المريخ
عند معرفة أن هناك سباق من أي نوع فإن أول سؤال يتبادر إلى الذهن هو:
من المشاركين في ذلك السباق؟ والسباق الدولي إلى المريخ لا يختلف كثيرا عن تلك السباقات؛ فهناك مشاركون في هذا السباق،
وكل منهم لديه نسبة مختلفة عن باقي المشاركين؛ ففي المقدمة تأتي الولايات المتحدة
الأمريكية ووكالة الفضاء "ناسا" التابعة لها، والتي تعتبر هي وكالة
الفضاء الأكثر شهرة والأكبر ميزانية حول العالم؛ فميزانية وكالة الفضاء تلك تقارب
ميزانية دول قارة أفريقيا مجتمعة إذا ما حذفنا منها ميزانية دولة جنوب أفريقيا،
وهو ما يعبر عن ضخامة تلك الميزانية، وحجم ما تنفقه الولايات المتحدة ليس من أجل
استعمار المريخ فحسب وإنما من أجل استعمار كامل الفضاء لصالحها.
بعد الولايات المتحدة يأتي الدب الروسي، وذلك كما تعودنا في مختلف
السباقات وليس في السباق الدولي إلى المريخ وحده، وهو ليس بالأمر المُستغرَب على
الإطلاق، فالولايات المتحدة هي القوة الاقتصادية والعسكرية الكبرى ومن بعدها تأتي
روسيا، ويعتبر ذلك السباق نوع من أنواع التكملة للسباق نحو القمر، والذي انتهى بما
يشبه التعادل بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي، والذي كان جزءاً
من الحرب الباردة حينها.
ثم يأتي التنين الصيني ثالثاً كقوة أصبح لها ألف حساب لدى مختلف دول
العالم؛ فالصين بجانب امتلاكها لموارد غير محدودة على كل من الصعيدين البشري
والطبيعي؛ فهي تمتلك إدارة صارمة تسعى إلى منافسة روسيا والولايات المتحدة على
زعامة الكوكب، وبالتالي فإنها لن تسمح لهما بالتميز عنها حتى وإن كان الأمر
متعلقاً بكوكب آخر غير كوكب الأرض.
يأتي عدد من الدول الأخرى المشاركة في السباق ولكن من الممكن القول أنَّ
مشاركتهم تتميز بنوع من الحياء؛ فهم لا يقدرون على منافسة الدول الثلاث الكبرى،
ولكنهم ما زالوا مشاركين في السباق الدولي إلى المريخ، ومن بين هذه الدول نجد:
فرنسا، اليابان، كوريا الجنوبية، كندا، إنجلترا.
لماذا هناك سباق دولي إلى المريخ؟
في بداية الأمر علينا أن نسأل أنفسنا سؤالاً في غاية الأهمية ألا وهو
لماذا يتواجد من الأساس سباق دولي إلى المريخ؟ فالمريخ ما هو إلا كوكب قاحل لا
حياة عليه، وحتى الآن لم يتم اكتشاف أية مياه على سطحه إن كان يتواجد أياً منها من
الأساس، فما السبب الذي يدفع كبار الدول إلى التسابق فيما بينها من أجل نيل أسبقية
الوصول إلى سطح المريخ واستعماره.
في الواقع يمكن أن نرجع ذلك السباق إلى العديد من الأسباب وليس إلى
سبب واحد، ولعل أهم تلك الأسباب هو الهاجس المرعب الذي يسيطر على كل زعماء العالم
وهو الحرب العالمية الثالثة؛ فقيامها أمر لا مفر منه، وإنما هو مسألة وقت، فقد
يستغرق قيام تلك الحرب الألف عام وقد يستغرق ذلك المئة عام، وقد يكون ذلك خلال
العقد التالي، أو حتى العام القادم، ولا مشكلة لدى زعماء الدول عن إعلان الحروب؛
فالعالم بالفعل يشهد العديد من النزاعات المسلحة، ولكن المشكلة الأكبر تتمثل في
كون الحرب العالمية القادمة هي الحرب التي ستنهي كل الحروب، الحرب التي ستدفع في
أغلب الظن بذلك الكوكب إلى التهلكة؛ فإن حدث ذلك فأين سيذهب حكام العالم وأين
ستذهب شعوبهم التي يريدون أن يحكموها، ولهذا فهم بحاجة إلى مستعمرة جديدة بعيدة عن
ويلات أي حرب من الممكن أن تحدث على الكوكب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق