الأنانية لا تؤذي إلا صاحبها
الأنانية لا تؤذي إلا صاحبها |
"يتصور الطحّان أن القمح لم ينمو إلا ليدير به مطحنته" هذه
المقولة هي من أروع ما قيل في الأنانية، وفي هذه السطور القادمة سوف نشرح كيف أن
الأنانية لا تؤدي لإيذاء أي شخص سوى صاحبها، وكيف أنها مضرة للشخص قبل الأخرين،
وسوف نستشهد بالأمثلة على ذلك.
تعريف الأنانية
قبل أن نذكر الآثار السلبية للأنانية؛ فإننا سنقوم أولاً بتعريف
الأنانية، حيث يتم تعريفها على أنها الحب الذي يملكه الإنسان لنفسه، والذي يدفعه
لعشق التملك والسيطرة، فالشخص الأناني هو الشخص الذي لا يهتم سوى بنفسه ولا يرى
إلا نفسه، ومن المفترض أن تلك الصفة مغروسة في نفس كل واحد منا، ولكن بدرجات
مختلفة؛ فهنالك من يُؤثر الأخرين على نفسه وهو أفضل الأشخاص، وهناك من يفضل نفسه
على الآخرين وهو الأسوأ، وهناك من يوازن بين حبه لنفسه وحبه للأخرين وهو الأكثر
انتشاراً.
كيف أن الأنانية لا تؤذي إلا صاحبها
توجد العديد من الآثار المترتبة على كون الشخص أناني، والتي سنذكرها
مصحوبة بالأمثلة الداعمة لها من التاريخ، وهذه الآثار هي:
·
أنها قد تدفع لارتكاب الجرائم تتدرج في خطورتها وشدتها من صغيرة إلى
كبيرة، وسوف نستشهد هنا بالجريمة الأولى في تاريخ البشرية عندما قام قابيل بقتل
أخاه هابيل نتيجة لما كان يتصف به من أنانية وحقد على أخيه عندما تقبل الله تعالى
القربان الذي مع أخيه ولم يتقبل قربانه، وأتت بعد ذلك عديد الجرائم التي كانت
أنانية الإنسان هي المحرك الرئيسي لها.
·
الشخص الأناني لا يعترف بكونه مخطئاً حتى وإن اتفق جميع من حوله على
ذلك، وهذا الأثر يمكن أن نقول أنه أضر بمن حول الأناني من متبعيه كما أضر بالأناني
نفسه، والتاريخ زاخر بعديد الحكام والقادة الذين رأوا أنفسهم معصومين عن الخطأ ولا
يمكنهم الوقوع في أية ذلة، والذين دفعوا بأمتهم نحو الهاوية فيما بعد، ومن بين
أبرز تلك الشخصيات نجد: نابليون بونابارت الذي قاد جيشه الاستعماري بهدف غزو
الأراضي الروسية في واحد من أكثر فصول الشتاء برودة، وسار على نهجه بعد أكثر من
مائة وخمسين عاماً تقريباً أدولف هتلر الذي خالف كافة النصائح التي وجهها له قادته
العسكريين، والذين طلبوا منه فيها تجنب غزو الاتحاد السوفيتي خلال فصل الشتاء أو
على الأقل اللجوء لاستخدام هجوم مباشر على العاصمة موسكو بدلاً من تقسيم القوات
إلى ثلاث أقسام، فخطة التقسيم تلك كانت هي رؤية هتلر لغزو الاتحاد السوفيتي وهو ما
فعله بالفعل وأدى لخسارته الحرب على الجبهة الشرقية على الرغم من تفوقه في العتاد
والعدة على الاتحاد السوفيتي، ولعل هتلر واحد من أكثر الشخصيات الأنانية التي
عرفها التاريخ؛ لذا نذكر له موقفاً أخر عندما تأكدت هزيمة ألمانيا النازية للحرب
العالمية الثانية فطلب القادة منه إعلان الهزيمة والاستسلام لكنه رفض معتبراً أن
النصر آت لا محالة.
·
الشخص الأناني لا يستحي من
ارتكاب أبشع المحرمات من شرب الخمر وتناول المخدرات وممارسة الزنا، وغيرها من
المحرمات؛ فهو لا يعيش سوى لإرضاء نفسه، وهكذا يبتعد تدريجياً عن عبادة الله
وتقواه، ويقترب أكثر من الشيطان، ولا يفلح من اتَّخذ الشيطان خليلاً.
·
لا يحب أياً منا الشخص الأناني، وهو ما يؤدي إلى نفور الناس عنه، ولا
يلتف حوله إلا من يريد منه مصلحة ما وحين يدركها أو يدرك أنه لن ينالها؛ فإنه
سرعان ما يبتعد عنه، وبالتالي يصبح الأناني أكثر عرضة للأمراض المختلفة الناتجة عن
الوحدة، والتي لا تؤذي سواه.
مما سبق نستنتج أنَّ الأنانية لا تؤذي إلا صاحبها، ويجب الحرص على
تفادي تلك الصفة عند تربيتنا لأبنائنا؛ فيجب أن يكونوا معتادين على المشاركة
والتعاون مع أصدقائهم، وأن يحبوا لغيرهم ما يحبوه لأنفسهم كما أمرنا الإسلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق