الذكاء المالي
الذكاء المالي |
مع تفشي الأزمة الحالية؛ فإن الذكاء المالي قد أضيفت إليه أهمية كبرى أكبر
من تلك التي كان يتمتع بها قبل الأزمة، وهذه الأهمية هي ما دفعتنا دفعاً للكتابة
عن الذكاء المالي وتوضيح ما هو وما هو المقصود من ورائه، ومن ثم توضيح كيفية
تحقيقه في حياتنا اليومية.
تعريف الذكاء المالي
أولاً وقبل الحديث عن تحقيق الذكاء المالي؛ فإنه يجب علينا أولاً أن
نقوم بتعريف ماهيته، فالذكاء مصطلح شائع الاستخدام في الوقت الحالي، وتم ربطه
بالكثير من الكلمات الأخرى للتعبير عن مفاهيم مختلفة؛ فهنالك مثلاً: الذكاء
الاجتماعي، الإبداعي، العاطفي، وغيرها من الأنواع، وتم ربطه هنا بالمال للتعبير عن
مجموعة القدرات والاستعدادات وكذلك المهارات العقلية والنفسية وأيضاً الاجتماعية
التي يحتاجها الإنسان من أجل تأسيس المشاريع الربحية ومن ثم إدارتها وإنجاحها، ويكون
ذلك عن طريق تلبية الاحتياجات التي يعاني من نقصانها سوق معين، فيتم توفير تلك
الاحتياجات في صورة سلع أو خدمات عن طريق هذه المشاريع الربحية.
أهمية الذكاء المالي
يعتبر الذكاء المالي غاية في الأهمية في الوقت الحالي؛ فلا يخفى عن أي
شخص أن التجارة هي بوابة الغنى الأسهل والأسرع، حيث نجد أن الرجال الأغنى على وجه
الأرض هم من العاملين بالتجارة وممن يتمتعون بذلك الذكاء الذي نتحدث عنه.
لا يعتبر هذا الذكاء مُخصص فقط للتجارة وما شابهها من أعمال، وإنما
تكون كذلك بهدف ضبط الميزانيات عن طريق التقليل من الإنفاق وزيادة الدخل بهدف ادخار
بعض الأموال الفائضة إما ليتم استخدامها في تأسيس المشاريع أو للتجارة أو غير ذلك
من الأوجه التي يستفيد بها صاحب الأموال.
كيفية تحقيق الذكاء المالي
يعتبر الذكاء المالي صعب التحقيق لكنه ممكن، وذلك من خلال اتباع
الخطوات البسيطة التي سوف نقوم بذكرها من خلال السطور التالية، وهذه الخطوات هي:
·
أولاً: ضع هدفك نصب عينيك
يجب أن تعلم ما هو الهدف الذي تسعى إليه، ويجب أن يكون الهدف محدداً؛
فلا يمكنك مثلاً أن تهدف لتصير أكثر غنى فذلك الهدف غير محدد على الإطلاق؛ فكلنا
نطمح لنصير أكثر غنى، وإنما يجب أن يكون هدفك مثلاً أن تصير رجل أعمال يعمل
بالتجارة أو صاحب مصنع، أو غير ذلك.
يساعد تحديدك لهدفك بشكل كبير في الخطوات القادمة، وذلك كما سنرى.
·
ثانياً: اعرف المطلوب للوصول لهدفك
عند النظر إلى مسيرة رجال الأعمال؛ فإننا سنلاحظ عاملاً ثابتاً غاية
في الأهمية بالنسبة لأولئك الأثرياء ألا وهو أنهم جميعاً بدأوا صغاراً أي أن
أعمالهم كانت صغيرة في البداية ومع مرور الوقت أصبحت تزداد وتكبر تدريجياً حتى
وصلوا إلى ما هم فيه حالياً؛ وبالتالي يجب أن تدرك أن أياً ما كان هدفك فإنك سوف
تبدأ صغيراً، ومن ثم تتطور، فعليك أن تحدد مكان بدايتك والأموال التي تلزمك لتأسيس
ذلك المشروع الذي سوف يكون نقطة البداية بالنسبة لك للوصول للهدف الأسمى، ومن ثم
تعمل كافة طاقتك في سبيل توفير تلك الأموال التي تحتاجها، وعندما تمتلكها عليك أن تدرس مشروعك جيداً حتى تكون
موفق البداية.
·
ثالثاً: وفِّر قدر الإمكان
التوفير هو العامل الأساسي في أية معادلة مالية؛ فالإنسان عندما يتحكم
في رغباته ويعرف ما هو بحاجة ضرورية له وتمييزه عما ليس بحاجة له وشراء تلك
الاحتياجات الأساسية وترك الغير أساسية، وعدم اتباع الآخرين الذين يميلون لشراء ما
يفيض عن حاجتهم؛ فإنه بذلك يكون قد خطى خطوة مهمة في الادخار، ومع الادخار المدروس
تتوفر الأموال التي ستكون بحاجة أكيدة إليها فيما بعد.
·
رابعاً: كل خطوة مدروسة
يجب أن تكون كل خطوة تقوم بها هي خطوة مدروسة معلوم مكان بدايتها
وكذلك نهايتها. تعلم ما يجب عليك فعله وما يجب عليك تجنبه، وتعلم أنه لا سبيل
للأخطاء فإن حدثت عليك تداركها بقدر الإمكان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق